
عندما يسعى التيار الوهابي التكفيري في ظل مسعاه إلى إثارة النزاع بين المسلمين والصراع بين المسلمين، والاقتتال بين المسلمين تحت العناوين المذهبية وتحت العناوين الطائفية يحرص في ظل هذا المسعى وفي ظل هذا التوجه وفي نفس هذه الطريق إلى أن يجعل من محبة الإمام علي عليه السلام ومن الحديث عنه، لأن يجعل من ذلك إشكالية كبيرة جدًّا، بل أن يجعل من محبة الإمام علي عليه السلام جريمة لا تساويها أي جريمة في العالم، فأن تكون صهيونيًّا يهوديًّا، إسرائيليًّا، أن تكون من أي وادٍ أو مشربٍ في هذه الحياة لا يثيرون الإشكال عن حقيقة توجهك أو طبيعة انتمائك بقدر ما يثيرونه حول مسألة المحبة للإمام علي عليه السلام.
فيأتون بالحديث الدائم بنبزهم المعروف وكلامهم المعروف: الرافضة المجوس، الرافضة المجوس، إلى آخره، بشكل دائم ومستمر وهستيري، وجنوني، ثم يحاولون أن يخيفوا الآخرين حتى في الوسط السني، مع أن المحبة للإمام علي عليه السلام والحديث عن فضائله، والحديث عن مناقبه حفل بها التراث السني بقدر ما حفل بها التراث الشيعي، في أهم المصادر في التراث السني، في أهم المصادر الحديثية، هناك تجد وأنت متصفح لها أهم النصوص الواردة بشأن الإمام علي عليه السلام، الحديث العظيم الحديث الراقي، الحديث الذي يتحدث بودية وإجلال وتعظيم واحترام للإمام علي عليه السلام.
بل تجد كتباً في التراث السني مفردة عن مناقب الإمام علي عليه السلام وعن فضائل الإمام علي عليه السلام، وتجد الحديث عنها والتأكيد على صحتها، و و... إلى آخره، وهذا شيء معروف، ولكن هم بالنسبة للتيار الوهابي التكفيري هو حرص على أن يقدم نفسه على أنه هو السنة وأهل السنة ويعبر عن السنة، ثم يأتي بتوجهات مناقضة ومختلفة كليًّا في كثير من الأمور في الإسلام، لا تمت بصلة ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن حقيقة ما كان عليه التيار السني على مر التاريخ، قرون وأجيال متعاقبة.
فحرص هذا التيار الفتنوي على أن يحيط مسألة الإمام علي عليه السلام وعن مناقبه عن فضائله، عن مقامه عن دوره الكبير في الأمة، أن يحيطه بإشكالية كبيرة، بحساسية مفرطة، بعداوة شديدة جدًّا.
بغضهم للإمام علي شاهد على أنهم منافقون
اقراء المزيد